نددت الصين بالعقوبات الأخيرة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على شركة "هواوي"، واصفة الأمر بأنه "تنمر صارخ" و"مخجل"، بينما لم تبدِ بكين أي تصرف ولم تشر لأي تهديدات أو أعمال انتقامية ضد الشركات الأميركية العاملة في الصين.
ووفقا لمقال نشرته مجلة "فوربس"، فمن المحتمل أن تكون الصين على أمل بحدوث تغيير في القيادة الأميركية في انتخابات نوفمبر، قد تساهم في عكس السياسة الأميركية تجاهها بشكل حاد.
ومن المحتمل أن تتجنب الصين خيار الرد بالمثل على العقوبات الأميركية بحق هواوي، لحسابات لا تجد مكانا للمقارنة ما بين الاستثمارات الأميركية في الصين، والاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة.
وكانت صحيفة "تشاينا ديلي" قد ذكرت قبل أسابيع أن "واشنطن تدرك جيدا أن بكين ستكون حذرة بشأن الانتقام بالمثل لأنها تقدر الاستثمار الأجنبي في الصين".
وتضيف الصحيفة أن "الاستثمار الأميركي الضخم في الصين له أهمية أكبر للاقتصاد الصيني مقارنة بالاستثمار الصيني الأصغر والأقل أهمية بالنسبة للاقتصاد الأميركي".
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت، في منتصف أغسطس، عقوبات على مجموعة الاتصالات الصينية هواوي، و38 من الشركات التابعة لها، للحد من وصولها إلى تقنيات أميركية.
وقال بيان صادر عن وزارة التجارة الأميركية إن "العقوبات تهدف إلى الحد من تحايل هواوي على ضوابط التصدير الأميركية للحصول على أشباه موصلات متطورة تم تطويرها أو إنتاجها من برامج وتقنيات أميركية من أجل تحقيق الأهداف السياسية للحزب الشيوعي الصيني".
وتمنع العقوبات الجديدة هواوي أيضا من الحصول على شرائح أجنبية الصنع تم تطويرها أو إنتاجها من برامج أو تكنولوجيا أميركية بنفس درجة الرقائق الأميركية المماثلة.
ويرمي مقال فوربس إلى أن الصين، ربما، تفضل اللعب بشكل طويل الأمد، كونه من الواضح أنها لا يمكنها الفوز في المعركة قصيرة المدى بشأن هواوي، عكس الولايات المتحدة، ما يحتمل أن يكون سببا في عدم تحركها بإجراءات مضادة.
وخلصت الولايات المتحدة، في يوليو الماضي، إلى أن شركات صينية كبرى، من بينها شركة معدات الاتصالات العملاقة هواوي، وشركة هيكفيجن لصناعة كاميرات المراقبة، يملكها الجيش الصيني أو يسيطر عليها، مما يمهد الطريق أمام فرض عقوبات مالية أميركية جديدة.
ووضعت واشنطن هواوي وهيكفيجن على قائمة سوداء تجارية، العام الماضي، بسبب مخاوف بشأن الأمن القومي وقادت حملة عالمية لإقناع حلفائها باستبعاد هواوي من العمل في شبكات الجيل الخامس للهاتف المحمول لديهم.